مدير القناة التعليمية يتهم وزير التربية والتعليم ونائبه بعزله من منصبه بسبب رفضه سرقة المال العام

السبت 10 أكتوبر-تشرين الأول 2009 الساعة 07 مساءً / مأرب برس- خاص:
عدد القراءات 20019

اتهم توفيق سعد القدمي- مدير عام القناة التعليمية, نائب وزير التربية والتعليم- الدكتور عبد الله الحامدي بإيقافه عن العمل من منصبه في القناة التعليمية بسبب امتناعه عن سرقة المال العام ورفضه لمبدأ التصرف في الموازنة الخاصة بالقناة بنظام الثلثين مقابل الثلث, على حد تعبيره.

وأضاف في رسالة إلى مأرب برس, أن الحامدي يهدف إلى تعيين مديرا آخرا للقناة التعليمية على الرغم من توجيهات الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بإبقاء الوضع على ما هو عليه, والأمر القضائي الصريح الموجه من وزارة العدل إلى وزير التربية والتعليم والذي أكد على إبقاء الحال دون تغيير حتى يتم الفصل في القضية, حسبما ذكر.

وأشار القدمي في رسالته أن قيادة وزارة التربية والتعليم اقتحمت مكتبه, وعينت البديل "وكأننا في مجاميع عصابات منظمة" وفقا لما قال.

إلى ذلك وجه القدمي عبر "مأرب برس" رسالة إلى رئيس الجمهورية بعد أن تقطعت به السبل, ولم يجد أي تجاوب أو إنصاف من كافة الجهات التي طرق أبوابها, طبقا لما جاء في الرسالة.

وخاطب القدمي رئيس الجمهورية بالقول: إن قضيته تتلخص في أن الدكتور عبد الله الحامدي- وزير التربية والتعليم بمباركة الوزير الدكتور عبد السلام الجوفي, طلب منه أمام الملأ- بصفته مديرا عاما للقناة التعليمية- تسليمه إتاوة شهرية قدرها ستمائة ألف ريال؛ لضمان بقائه في عمله, خلافا للمخصص الشهري المعتمد له وللوزير؛ نظير الإشراف على إنتاج الأعمال البرامجية.

وأضاف القدمي أن الحامدي أرسل من يقنعه "بالقبول بقسمة ميزانية القناة ثلثين وثلث لتحسين وضعي, ما لم فإنه لن يتركني في عملي" الأمر الذي رد عليه بالاعتذار, مؤكدا أنه نال شرف تأسيس هذه القناة فكرة ثم مشروعا, وتبنى خطوة متابعة مراحل تطويرها حتى صارت معلما ومنجزا كبيرا, من حيث التجهيزات والكادر الفني والبرامج.

وبيّن القدمي أنه تظلم إلى وزير التربية, ثم إلى رئيس الوزراء إلا أنه لم يلمس أي استجابة, فلجأ إلى مكتب رئاسة الجمهورية الذين طالبوا الوزير بالإيضاح فلم يستجب, فتقدم بالشكوى لرئيس مجلس النواب الذي خاطب رئيس الوزراء بالتدخل بعدم اتخاذ أي إجراء حتى يتم الفصل في القضية, لكن الوزير خالف توجيهات اللجنة العليا للفساد والقضاء وأمر بكسر مكتب القدمي وقام بتعيين البديل, بعد أن اكتفى باستثمار قضيته للتشهير بنائبه, على حد ما جاء في الرسالة.

وأرفق القدمي لـ"مأرب برس" رسائله التي وجهها إلى كل من رئيس الوزراء, ووزير التعليم العالي, ورئاسية وأعضاء مجلس النواب, ورئاسة الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد, بالإضافة إلى مدير مكتب رئاسة الجمهورية, ورئيس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة, وترافعه أمام محكمة شمال الأمانة الابتدائية.

نص رسالة القدمي إلى رئيس الجمهورية

فخامة الأخ/ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية (حفظه الله)

تحية طيبة, وبعد,,

الموضوع/ رفضت السرقة فطردوني من العمل

يؤسفني يا فخامة الأخ الرئيس أنم أتقدم إلى سيادتكم بهذه الشكوى ضد أولئك الذين مارسوا علي الابتزاز والإقصاء وتشويه السمعة في وزارة التربية والتعليم؛ لأنني امتنعت عن السرقة والعبث بالمال العام, وذلك بعد أن تقطعت بي السبل, ولم أجد أي تجاوب أو إنصاف من كافة الجهات التي طرقت أبوابها.

إن قضيتي تتلخص في أن الدكتور عبد الله الحامدي- وزير التربية والتعليم بمباركة الوزير الدكتور عبد السلام الجوفي, طلب مني أمام الملأ (بصفتي مديرا عاما للقناة التعليمية) تسليمه إتاوة شهرية قدرها ستمائة ألف ريال؛ لضمان بقائي في عملي, خلافا للمخصص الشهري المعتمد له وللوزير نظير الإشراف على إنتاج الأعمال البرامجية, بل وأسبل من يقنعني بالقبول بقسمة ميزانية القناة ثلثين وثلث لتحسين وضعي, ما لم فإنه لن يتركني في عملي.

ولأنني نلت شرف تأسيس هذه القناة فكرة ثم مشروعا, وتبنيت خطوة متابعة مراحل تطويرها حتى صارت معلما ومنجزا كبيرا, من حيث التجهيزات والكادر الفني والبرامج- كما تفضلتم فخامتكم بمشاهدتها في المادة الفيلمية قبل بضعة أشهر- فقد رديت على الطلب بالاعتذار, انطلاقا مما نؤمن به من القناعات بأن فخامتكم ترعون التوجه الوطني الساعي لمحاربة واستئصال الفساد, غير أن رد الحامدي كان انتقاميا جائرا, حيث اصدر قراره بإيقافي عن العمل, وعمل على نشويه سمعتي.

فتظلمت إلى وزير التربية, ثم إلى رئيس الوزراء فلم ألمس أي استجابة, فشكوت إلى مكتب رئاسة الجمهورية الذين طالبوا الوزير بالإيضاح فلم يستجب, فتقدمت بالشكوى لرئيس مجلس النواب الذي خاطب رئيس الوزراء بالتدخل بعدم اتخاذ أي إجراء حتى يتم الفصل في القضية. لكنه خالف توجيهات اللجنة العليا للفساد والقضاء وأمر بكسر مكتبي وقام بتعيين البديل, بعد أن اكتفى باستثمار قضيتي للتشهير بنائبه.

وبالتالي أطرح مشكلتي أمام فخامتكم, فلم يعد لدينا بعد الله سواكم. وأملي أن أحظى بلفتة كريمة لإحقاق الحق والإنصاف, فلا يرضيكم أن أعاقب بالعزل لأنني عملت بإخلاص وتفان ورفضت السرقة.

*الصورة لـ"توفيق القدمي".